التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشًا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم.
كنانة هو الابن الثالث من أولاد خزيمة، وهو الجد الثالث عشر للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان لكنانة أربعة من الأولاد: (عبد مناة، ومالك، ومِلكان، والنضر).
1- عبد مناة: هو الابن الأول من أولاد كنانة، وقبائله خرجت جميعها من الاصطفاء، ولكن تأتي منها فروع كثيرة من أشهرها غفار التي منها أبو ذرٍّ الغفاري
2- مالك: هو الابن الثاني من أولاد كنانة، وقبائله خرجت جميعها من الاصطفاء أيضًا، ومن أشهر قبائله فرعان:
أ- بنو فُقَيْم، وهم أشرافها، ومنهم القَلَمَّس، وهو أول من نسأ الشهور للعرب، فكان يحلُّ المحرَّم عامًا، وينسأه إلى صفر، ويحرِّمه عامًا.
ب- بنو فراس، ومنهم أمُّ رومان زوجة الصديق وأمُّ عائشة وعبد الرحمن.
3- مِلكان: هو الابن الثالث من أولاد كنانة، وليس لهم باع كبير.
4- النضر: هو الابن الرابع من أولاد كنانة، وهو المصطفى، وهو الجد الثاني عشر للنبي صلى الله عليه وسلم، وأولاده هم القريشيون، وإذا قيل كناني مطلقة، فالمقصود بنو عبد مناة، أو بنو مالك، أو بنو ملكان، أما بنو النضر فيُعرفون بالقريشيين.
والنضر في بعض الأقوال هو قريش، وله من الأولاد (مالك، يخلد) ومالك هو الجد الحادي عشر للنبي صلى الله عليه وسلم، وله من الأولاد (فهر، والصلت[1])، وفهر هو الجد العاشر للنبي صلى الله عليه وسلم.
بعض المؤرخين يقولون إن فهرًا هو قريش، ويجمع ابن خلدون بين القولين، فيقول إن النضر هو قريش، ولكن لم يستمر عقب له إلا من ناحية فهر، فصار أولاد فهر هم القريشيون، وبالتالي عُرِف فهر بقريش، فكل قريشي هو من فهر، على الرغم من وجود إخوة لفهر، وكذلك أعمام، ولكن لم يستمر عقبهم، والأشهر أن فهر هو قريش.
وقريش لقب وليست اسمًا، وهي من التقريش أي: التجارة، أو التجميع لأن قصيًّا جمَّعها بعد فرقة، وهذا يعني أن فهرًا أو النضر -على القولين- لم يكونا معروفَيْن بهذا الاسم في حياتهما، بل هذا اللقب أطلق على أحدهما في عهد قصي بن كلاب.
الرسول صلى الله عليه وسلم يهتمُّ جدًّا بتأكيد أنه من قريش:
روى ابن ماجه في حديث صحيح عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ كِنْدَةَ، وَلَا يَرَوْنِي إِلَّا أَفْضَلَهُمْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْتُمْ مِنَّا؟ فَقَالَ: «نَحْنُ بَنُو النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لَا نَقْفُو أُمَّنَا، وَلَا نَنْتَفِي مِنْ أَبِينَا» قَالَ: فَكَانَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ يَقُولُ: «لَا أُوتِي بِرَجُلٍ نَفَى رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ مِنَ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ إِلَّا جَلَدْتُهُ الْحَدَّ»[2].
قيل إن الأشعث قال ذلك لأن إحدى جدَّات الرسول صلى الله عليه وسلم كانت من كندة، والرسول صلى الله عليه وسلم يؤكِّد قرشيته مع كون كندة قبيلة عظيمة، ولها مُلْكٌ قديم، وهي على الأغلب من القبائل القحطانية اليمنية.
لا نقفو أمَّنا: لا نتَّهم أمَّنا، أو قيل لا ننتسب إلى أمِّنا، وقيل لا نقطع نسب أمنا ونعترف به، ولكن لا ننتسب إليه.
اصطفاء قريش من كنانة يعني اصطفائها من ثمانية قبائل تقريبًا
يعني أن قريشًا تمثل تُسْع (1/9) كنانة، ولكن بالنظر إلى أن معظم القبائل الكنانية الأخرى غير القرشية صغيرة نسبيًّا، يمكن القول إن قريشًا تمثِّل تقريبًا نصف الكنانيين، يعني بحساباتنا المسبقة يكون القريشيون بين 2.5 إلى 5 مليون في العالم[3].
[1] (هناك فرع في العرب اسمه الصلت بن النضر، ولكنهم ليسوا قرشيين، ويقال إنهم من خزاعة، ومنهم كثير بن عبد الرحمن الشاعر المشهور بكثير عزة).
[2] ابن ماجه: كتاب الحدود، باب من نفى رجلا من قبيلة (2612).
[3] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا: اصطفاء قريش
التعليقات
إرسال تعليقك